الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

بحث سياسة مصر الخارجية في عهد محمد علي



سياسة مصر الخارجية عهد محمد علي
فكر محمد علي في الاستقلال عن الدولة العثمانية منذ الحرب الوهابية وظهرت فكرة الرابطة العربية في مواجهة الرابطة الإسلامية (الدولة العثمانية) .
حروب محمد علي انقسمت لقسمين:

1) حروب تم لصالح السلطان. 2) حروب تمت لصالح محمد علي .

حملة محمد على على الوهابيين :

فى 3 سبتمبر سنة 1811 ابحرت الحملة التى انتخبها محمد على تحت قيادة ابنه طوسون باشا للقضاء على الوهابيين ، وانهزمت هذه الحملة اولا فى ( الحديدة ) الا ان محمد على ارسل حملة عزز بها قوات طوسون باشا ، وما اتى شهر نوفمبر سنة 1812 حتى كان طوسون باشا قد استولى على ( المدينة المنورة ) وفى اوائل سنة 1813 استولى على مكة وجدة ، واخذ الناس يدعون للسلطان فى مساجد الاراضى المقدسة .

فى اواخر سنة 1812 قرر ( محمد على ) ان يسافر الى الحجاز ليتولى القيادة بنفسه ، وليشرف على بسط النظام فى ربوع الحجاز ، وقد ظهر فيما بعد انه اراد كذلك خلع شريف مكة لتواطئه مع الوهابيين ، وقد خلعه فعلا وارسله مع اولاده الثلاثة الى مصر ، فأقلق هذا الاجراء بعض القبائل فثارت ، بينما كان الوهابيون يجمعون جموعهم استعدادا لهجوم جديد ، فأرسل محمد على فى طلب مدد من مصر ، فجاء هذ المدد مؤلفا من اقوام واجناس متعددة ، ومنيت قوته بأنكسار بجوار الطائف ، وبعد ايام منى نجله ( طوسون ) بأنكسار اخر فى طرية ، وفقد رجاله مدفعيتهم وامتعتهم ، وفى تلك الظروف العصيبه توفى الامير سعود ( ابريل سنة 1814 ) وعجز انجاله الثلاث عن توحيد كلمتهم ، فأنتهمز ( محمد على ) هذه الفرصه وعزز قواته واستمال اليه رؤساء القبائل ، وتولى بنفسه قيادة جيشه ، فهاجم الواهبيين فى ( بسل ) وهزمهم شر هزيمة ، وعاد محمد على الى مصر تاركا الحملة فى يد طوسون باشا الذى لم يلبث ان عقد صلحا مع الامير عبد الله خليفة الامير سعود ، وبمقتضى هذا الصلح تنازل الوهابيون عن جميع حقوقهم على القبائل الضاربة فى المناطق التى احتلها محمد على ، ولم تنقض فترة قصيرة من الزمان حتى جاءت الاخبار من الحجاز بأن بعض القبائل العربية تمردت بتحريض من الوهابيين ، وكان طوسون قد توفى فى مصر فى تلك الاثناء ، فأسند محمد على قيادة الحملة الجديدة الى نجلة ( ابراهيم ) وكان يومئذ فى السادسة والعشرين من عمره ، وكان قد سافر الى الحجاز قبل والده ، وماكاد ابراهيم يصل الى الجزيرة العربية حتى اخذت مواهبه كقائد تتجلى بأجلى مظاهرها ، وظل ابراهيم يناوش الوهابيين ويتقدم بحذر وحساب ، ويعد العدة لهجوم حاسم ، الى ان كان شهر سبتمبر سنة 1818 فضربهم ضربة قاضية فى قلب بلادهم ، وارسل عددا كبيرا من امرائهم الى مصر .

وكافأ الباب العالى ابراهيم على هذا الانتصار بتعيينه واليا على الحجاز .

حملة محمد على على السودان :

لم يكد ( محمد على ) ينتهى من القضاء على سطوة الوهابيين حتى فكر فى فتح السودان لعدة اسباب اهمها :

  • القضاء على بقية المماليك الذين لجأوا الى دنقلة ونزلوا الى بلاد النوبة .
  • البحث عن الذهب .
  • اكتشاف منابع النيل .
  • استخدام قوات محاربة من اهل السودان .

وكذلك كان محمد على يرى ان رخاء مصر يتوقف الى حد كبير على استيلائه على السودان واخضاعه لسلطته ، وبدأت حملة السودان سيرها من القاهرة فى يولية سنة 1820 تحت قيادة نجل محمد على الثالث ( اسماعيل ) ، والتقت وحدات هذا الجيش فى اسوان ، وبعد مانظمت مؤونتها وذخيرتها اجتازت الحدود المصرية ودخلت ( دنقلة ) فهزمت قوى المماليك بسهولة ومضت الحملة لاتلقى ايه مقاومة حتى ( كورتى ) ثم ( بربر ) فدخلتها فى مارس سنة 1821 ، وبعد شهرين دخلت ( شندى ) ، وظل اسماعيل يتوغل فى البلاد الى ان بلغ ملتقى النهرين حيث تقوم اليوم مدينة ( الخرطوم ) التى انشأها محمد على ، ثم اتجه نحو النيل الازرق واستولى على سنار .

وفى اثناء وجود الجيش فى سنار انتشر المرض بين الجنود ، فأضطر اسماعيل الى طلب مدد من ابيه ، فأرسله اليه بقيادة ابراهيم باشا ، واتفق الاخوان على تقسيم العمل بينهما ، فكانت مهمة اسماعيل الزحف بجيشه على النيل الازرق ، بينما اتجه ابراهيم لكشف منابع النيل الابيض .

ووصل اسماعيل فى زحفه على النيل الازرق الى ( قرمان ) اما ابراهيم فأكرهه مرض ( الدوسنتاريا ) على العودة الى مصر بعدما وصل بجيشه الى ( دنكا ) .

وفى منتصف سنة 1822 ارسل محمد على جيشا ثالثا بقيادة صهره ( محمد بك الدفتردار ) لغزو ( كردفان ) فأستولى على الابيض ، وانتقم من ملك شندى وكان قد حرق اسماعيل وبعض صحبه فى اثناء عودتهم الى مصر .

ومن ذلك الوقت اخذت الفتوحات المصرية تمتد فى جوف السودان وعند ذلك خشى ( سولت ) قنصل انجلترا العام فى مصر ان تشمل الحملة فتح الحبشة ، فقابل محمد على وافضى اليه بأن انجلترا لاترحب بعمل كهذا ، فقال له ( محمد على ) على الفور بصراحة تامة انه مع ان الحبشة مملؤة ذهبا ومجوهرات ، وفتحها امر محقق فأنه يؤثر العدول عن ذلك حتى لاتسوء علاقته ببريطانيا .

وفى سنة 1838 زار محمد على السودان .

وهكذا استطاع محمد على بما اوتى من ذكاء ودهاء وكياسة وسياسة ان يصون وحدة مصر وان صون فى الوقت عينه علاقاته بفرنسا وانجلترا وان يوقف الباب العالى عند حده .

حرب الموره :

فى عام 1820 ثارت اليونان ضد الحكم العثمانى ، فلجأ الباب العالى الى اقوى ولاته محمد على باشا ، يستعين بجيشه على قمع الفتنة باليونان ، وكان السلطان قد ارسل اليها عام 1822 جيشا بقيادة خورشيد باشا لم ينل غير الهزيمة .

وفى عام 1823 عين السلطان محمد على واليا على جزيرة كريت مع ولايته على مصر واصدر اليه اوامره بأخماد ثورتها ، فأخضعها ابراهيم باشا واحتلتها الجنود المصرية ، وفى عام 1824 عين محمد على واليا على بلاد الموره لأخضاعها ، وفى منتصف يوليه من العام المذكور اقلع الاسطول المصرى من الاسكندرية بقيادة الاميرالاى اسماعيل وكان مجموع سفنه 63 ، واستأجر 36 سفينة لنقل العدد والذخيرة ، وكان عدد القوات البرية 17000 من المشاة ، و 700 من الخيالة واربع بطاريات مدفعية ومدافع اخرى للقلاع وللجبال ، وكانت هذه القوات كلها تحت قيادة البطل ابراهيم باشا .

تقابل الاسطولان المصرى والعثمانى فى جزيرة ( رودس ) واتجها الى بلاد المورة ونزلت الجيوش قرب قلعة ( متون ) فتقهقر اليونانيون الذين كانوا يحاصرونها .

وتقدم الجيشان المصرى والعثمانى فى داخل البلاد وخضعت معظم بلاد الموره وكانت اهم معارك هذه الحرب الاستيلاء على ( تريبولترا ) و ( مسيولونجى ) التى قاومت رشيد باشا مدة طويلة حتى اسقطها ابراهيم باشا ، اما اثينا فقد فتحت ابوابها بعد مقاومة عنيفة عام 1827 ، وقد بلغت خسائر الجيش المصرى فى حصار ( مسيولونجى ) وحدها ستة الاف قتيل ، اما الاتراك فقد خسروا عشرين الفا مع ذلك فقد خضعت اليونان للجيوش المنتصرة .

ولكن سرعان ماأتخذ الموقف شكلا جديدا فقد تدخلت الدول الاوروبية لنقض النتائج الفعلية التى ربحها المنتصر بعد ان رأت تلك الدول ان النتيجة المباشرة لذلك النصر ستجعل شرق البحر الابيض المتوسط بحيرة مصرية دعامتها جزيرة كريت التى يرفرف عليها العلم المصرى برجالة الذين يأتون اليها من القاهرة ، وستكون لتلك الجزيرة اهمية استراتيجية تربط سواحل الاسكندرية وسواحل اليونان الجنوبية بعد ان تؤول حكومتها الى ابراهيم باشا .

فأتفقت الدول الثلاث انجلترا وفرنسا وروسيا على ارسال اسطول بقيادة الاميرال كورنجتون لأيقاف التقدم المصرى العثمانى المشترك .

وتمكن كورنجتون من ابرام هدنة مع ابراهيم باشا كانت فى مصلحة اليونان وفى الوقت ذاته كانت تدور مفاوضات الصلح بين هذا القائد والسلطان لمنح اليونان استقلالها الداخلى .

فى تلك الاثناء تمكنت بعض سفن الدول المذكورة من دخول ميناء ( نفارين ) وكان راسيا فيها الاسطول المصرى العثمانى .

وفى اليوم التالى اخبر ابراهيم باشا كورنجتون ان احد الثوار اليونانيين يهاجم بقواته ( برتاس ) وانه مضطر الى تخليصها من ايديهم ، فلم يقبل كورنجتون ان يبارح ابراهيم خليج نفارين ولو انه استطاع الافلات ببعض سفنه تاركا معظم سفن الاسطول بالميناء .

نفارين :

اصدر ( كورنجتون ) اوامره لأسطول الحلفاء بالدخول فى الخليج استعدادا للتحكك بالاسطول المصرى ، وتصادف ان اقتربت احدى السفن التركية من احدى البوارج الانجليزية ، فأرسلت هذه زورقها تأمرها بالابتعاد ، فجاوبتها بتصويب نيرانها الشديدة عليه فنشب القتال فى الحال بين الفريقين ، واستمر حوالى ثلاث ساعات دمر اثنائها الاسطول المصرى العثمانى .

ولم تختتم معركة نفارين عند هذا الموقف ، فقد ظهر كورنجتون عند الاسكندرية وانذر محمد على باشا بتخريب الميناء اذا لم يخل ابراهيم المورة .

كان ابراهيم باشا منهمكا فى تهدئة داخلية المورة فأصبح بعد ( نفارين ) كما كان نابليون فى مصر بعد معركة ابو قير البحرية .

وفى ذلك الوقت تخابرت انجلترا وفرنسا مع محمد على بواسطة قنصليهما فى مصر ، واتفقا معه فى 3 اغسطس سنة 1828 على سحب جيوشة واخلاء شبه جزيرة المورة ، فأمر الباشا ابنه بالجلاء .

وفى اكتوبر سنة 1828 اخلى ابراهيم باشا اليونان واحتلها الفرنسيون ، واعترفت الدولة العثمانية بأستقلال اليونان عقب حرب انتصرت فيها روسيا على العثمانيين بموجب معاهدة ادرنة فى 14 سبتمبر 1828 .

وكانت خسائر مصر فى اليونان فادحة فقد بلغت القوات التى جردتها لهذه الحرب اثنين واربعين الفا خسرت منهم ثلاثين الفا ، وبلغت نفقات الحملة 775 الفا من الجنيهات ، وفقدت ايضا اسطولها الناشىء ، ولم تنل مصر من مساعدتها للدولة العلية سوى ان محمد على باشا ضم اليه جزيرة كريت التى كافأه بها السلطان محمود .

ولكن مما نزاع فيه ان هذه الحرب قد اكسبت مصر منزلة معنوية كبيرة لأنها كانت اول حرب اوروبية خاض الجيش المصرى غمارها وبرهن فيها على كفاءته ، واثبت انه يضارع ارقى الجيوش الاوروبية فى ميادين القتال ، فلا غرو ان ارتفع شأن مصر ونال جيشها شهرة عالية بين الجيوش الاوروبية فى ذلك الحين .

وكان من نتائج الحرب اليونانية ان اخذت مصر تكتسب مركزا دوليا ، فأن الدول الاوروبية قد فاوضت محمد على رأسا دون وساطة تركيا ، فكسبت بالفعل مركزا ممتازا بين الدول ، وهذا ماحدا محمد على ان يعمل على تنفيذ فكرة الاستقلال عن تركيا ويطمح فى الاستقلال عن تركيا ويطمح الى الانفصال عنها وتحقيق استقلال مصر.

حرب الشام :

فكرة طالما كانت تختلج فى نفس عاهل مصر الاعظم محمد على باشا الكبير منذ سنة 1810 الا وهى ضم سوريا الى مصر ، وكان يأمل ان يصل الى حكمها بموافقة السلطان فى تركيا ، فقد سبق ان وعده السلطان بالتنازل له عن بعض الولايات تعويضا له عما خسر من مال ورجال فى شبه جزيرة العرب وفى رودس وقبرص وكريت وبلاد المورة وفى السودان ، الا ان السلطان لم يف بما وعد .

فأعتزم محمد على ان يناله بحد السيف ، وسرعان مانشبت حرب شعواء بين القوات المصرية والتركية بدأت مرحلتها الاولى فى اكتوبر عام 1831 وانتهت فى ديسمبر سنة 1832 ، حيث عاد السلام يرفرف على الدولتين مدى سبعة اعوام الى ان تجددت الحرب ثانية فى عام 1839 .

بدأت حروب الشام بأن ارسل محمد على الى ( عبد الله باشا الجزار ) والى عكا يأمره برد المزارعين المصريين الذين هاجروا الى الشام فرارا من الضرائب ، فأبى بحجة انهم من رعايا السلطان ولهم الحرية التامة فى ان يعيشوا فى اى جهة من املاك الدولة .

وكان لمحمد على فى ذمة عبد الله باشا دينا ، فطالبه به فرفض ايضا ، فكتب محمد على الى والى عكا مهددا بأنه سيرسل ابنه ابراهيم ليستخلص من المال والرجال ( وزيادة واحد ) ( يقصد بالواحد الزيادة عبد الله نفسه ) ، ولما شكا محمد على الى السلطان من تصرفات والى عكا لم ينصفه .

وازاء ذلك لم يجد محمد على مندوحة من ان ينال بالقوة مالم ينله بمنطق الحق ، فتحرك الجيش المصرى فى 31 اكتوبر سنة 1831 تحت امرة كوجوك ابراهيم ( ابن اخت محمد على ) وكان مؤلفا من 30 الف جندى مزودين بكثير من مدافع الميدان والحصار ، وسار الجيش فى ذات الطريق الذى اتبعه نابليون عندما غزا فلسطين وهو طريق العريش ومنها الى خان يونس ثم الى غزة ومنها الى يافا .

وفى 2 نوفمبر سنة 1831 تحرك الاسطول المصرى حاملا جزءا من الجيش وكميات كبيرة من المؤن والذخائر الحربية .

ولقد اقل الاسطول ايضا ابراهيم باشا واركان حربه وسليمان الفرنساوى الى يافا .

وفى 8 نوفمبر سنة 1831 دخل المصريون يافا ، وفى 13 نوفمبر احتلوا حيفا ، وفيها وفد اليهم زعماء قبائل عرب نابلس وطبرية والقدس وقدموا الطاعة .

حصار عكا :

ثم بدا المصريون حصار ( عكا ) ذلك الحصن الذى عجز نابليون عن اقتحامه وارتد عنه خائبا ، وفى اثناء ذلك اراد السلطان اثارة الرأى العام ضد محمد على ، فألف مجلسا كان متفى الاستانه من اعضائه ، واعلن فى 23 ابريل سنة 1831 تمرد محمد على وعزله وتعيين حسين باشا سردارا وواليا على مصر بدلا من محمد على ، الا ان قرار التمرد والعزل لم يثن محمد على عن عزمه فواصل القتال بعزم وبأس .

وفى 5 ابريل سنة 1831 دخل المصريون طرابلس وكانوا من قبل احتلوا صور وصيدا وبيروت وكانت كلها داخلة فى ولاية عبد الله .

وكانت اول موقعة بين المصريين والاتراك عند قرية الزراعة ( جنوبى حمص ) ، فألتقى الاتراك بقيادة عثمان باشا بالمصريين فدارت الدائرة على الاتراك وطاردهم المصريون حتى دفعوا بهم الى نهر العاصى حيث غرق عدد عظيم منهم .

ثم شدد المصريون الحصار على عكا وامطروها وابلا من القنابل وكانت حاميتها تتألف من 6 الاف مقاتل يقودهم ضباط اوروبيون .

وكان سورها منيعا فقاومت مقاومة عظيمة ولكن نتيجة ذلك ان دك السور واقتحمه المصريون واستولوا على القلعة بعد قتال مروع ، واسروا عبد الله والى عكا نفسه بعد ان دافع عنها دفاع الابطال ، وقد ارسله ابراهيم باشا الى مصر فأقام فى جزيرة الروضة ذليلا حتى 22 ديسمبر سنة 1833 .

وبذلك انتهى حصار عكا بتسليمها للجيش المصرى بعد ان استمر ستة اشهر ، وقد تكبد كل من الفريقين خسائر فادحة بلغت فى الجيش المصرى 4500 قتيل وخسرت الحامية 5600 قتيل ، وقد بلغ عدد القنابل التى القاها المصريون على عكا 50.000 وعدد القذائف 203.000 ، على ان هذا الفتح كان له دوى عظم تجاوب فى الخافقين ، لأن عكا هذه قد امتنع من قبل على نابليون من نيف وثلاثين سنة ، وعجز عن فتحها ، فأنتصار ابراهيم باشا فى فتحها هو صفحة مجد وفخار للجيش المصرى .

فتح دمشق :

بعد ان استتب الامر لأبراهيم باشا فى عكا واعاد ترميم قلاعها وتحصينها اراح جنودة ورتب اموره كى يمضى شمالا قاصدا فتح دمشق ، فغادر عكا يوم 9 يونيه سنة 1832 فى جيش مؤلف من 18.000 مقاتل ، وعند اقترابه من دمشق اشتبك مع القوات التركية خارج المدينة وهزمها وفر والى الشام بجنودة ، ولقد رحب اهل دمشق بأبرايم باشا ، فدخلها يوم 16 يونيه ، واقام بها ثمانية عشر يوما رتب فيها الادارة على نظام جديد .

موقعة حمص ( 8 يوليه 1832 ) :

استولى الفزع على الباب العالى بعد ان علم بسقوط عكا ، وكان يظن انها سترد محمد على خائبا كما ردت نابليون من قبله ، فلما واجهته الحقائق خشى على مركزه ان يتزعزع امام انتصارات المصريين وكان قد اعلن الحرب على محمد على وابنه فى 23 ابريل سنة 1832 ابان حصار عكا وحشد جيشا كبيرا بقيادة حسين باشا مؤلفا من 60 الف مقاتل ، واعد اسطولا من 25 سفينة للاقلاع من الدردنيل ومحاربة الاسطول المصرى ، تقدم جيش حسين باشا ببطء والتقى بالمصريين فى 8 يوليه سنة 1832 عند ( حمص ) ولم يلبث ان هزم الاتراك شر هزيمة وبلغت خسائرهم 2000 قتيل و 2500 جريح ، وغنم المصريين كميات عظيمة من المؤونه والذخائر وعشرين مدفعا ، ولم تتجاوز خسارة المصريين 260 من القتلى والجرحى ، وقد دلت هذه المعركة على حسن تدريب الجيش المصرى وتفوق قادته فى ادارة رحى القتال ، وفى 10 يوليه سنة 1832 استولى المصريون على ( حماه ) .

موقعة بيلان ( 30 يوليه 1832 ) :

بعد هزيمة الجيش العثمانى فى حمص ارتد شمالا نحو ( حلب ) لأتخاذها قاعدة لعملياته ضد الجيش المصرى ، وفى خلال ذلك تقدم ابراهيم باشا نحو حلب فأنسحب حسين باشا شمالا الى مضيق ( بيلان ) جنوبى الاسكندرونة وهو احد مافتيح سوريا من الجهة الشمالية وحصن فيها مواقعة تحصينا منيعا وساعدتة طبيعة الارض على ذلك .

وفى 14 يولية سنة 1832 دخل الجيش المصرى حلب واسر حاميتها البالغ عددها الف جندى ومكث بها بضعة ايام استراح فيها من عناء التقدم ثم واصل ابراهيم باشا زحفه حتى صار على مقربة من الاتراك فى ( بيلان ) .

وبعد ان قام ابراهيم باشا بالاستكشاف اللازم لتقرير الخطة التى يتبعها اتضح له ان مواقع القوات التركية منيعة وانه لاسبيل الى مهاجمتها هجوما اماميا بل الاصوب ان يقوم بحركة التفاف حول ميسرة الجيش التركى .

وفى صباح 29 يولية سنة 1832 بدأ ابراهيم باشا فى تنفيذ خطته وقاد بنفسه القوات التى كلفت بالقيام بحركة الالتفاف على الجانب الايسر للاتراك واستمر المصريون فى زحفهم شرقا الى ان اجتازوا مواقع الجناح الايسر للاتراك فهاجموه من الامام والجنب هجوما شديدا لم تصمد له القوات التركية فأرتدت للشمال وتعقبتها القوات المصرية ، وبأنسحاب ميسرة الاتراك ووصول المصريين فى تقدمهم الى طريق بيلان نفسه تحرج مركز قلب الجيش العثمانى ، فلم تلبث جموعه امام هجوم المصريين ولاذوا بالفرار وتخلوا عن مواقعهم وتشتتوا فى الجبال .

واصاب الجناح الايمن للاتراك مثل مااصاب قلبهم وبذلك احتلت القوات المصرية الخط التركى بأكمله وانتهت المعركة بهزيمة الجيش التركى انهزاما تاما بعد قتال دام ثلاث ساعات فقد فيه الاتراك 2500 بين قتيل وجريح و 2000 اسير وغنم المصريون 25 مدفعا وكثيرا من الذخائر ، وفى اليوم التالى اى فى 30 يوليه سنة 1832 دخل المصريون ( بيلان ) .

واحتلت القوات المصرية بعد ذلك الاسكندرونة وتقدمت الفرسان سائرة حذاء الساحل واحتلت بياس واستسلمت ايضا انطاقية واللاذقية والسويدية ، وبهذا تم لمحمد على فتح سوريا من اولها الى اخرها .

زحف الجيش المصرى فى الاناضول :

اجتاز الجيش المصرى حدود سوريا الشمالية بعد معركة بيلان ودخل ولاية ( ادنه ) حيث احتل ادنه وطرسوس واخذ ابراهيم باشا يوطد مركزه وينظم الولايات التى فتحها قبل ان يزحف بجيشه متقدما ، فحشد قواته فى مدينة ( ادنه ) واتخذها قاعدة لزحفه على الاناضول وارسل بعضا من قواته فأحتلت اورفا وعينتاب ومرعش وقيصرية .

لم تهن عزيمة السلطان امام الهزائم المتتالية التى حاقت بجيوشة ، بل لقد اعد جيشا اخر بقيادة ( محمد رشيد باشا ) وكان هذا الجيش مكونا من 53 الف مقاتل هم خليط من اجناس السلطنة العثمانية لاتربطهم رابطة ولاتجمعهم غاية .

وتقدم رشيد باشا بجيشه هذا فى بطاح الاناضول ليوقف زحف الجيش المصرى وكان ابراهيم باشا قد ارسل قواته لأحتلال مضيق ( كولك ) من مضايق طوروس ، وقد تمكنت هذه القوات من احتلال ذلك المضيق ، وبذلك ذللت اكبر عقبة تعترض تقدم الجيش المصرى فى زحفه على الاناضول .

واستمرت القوات المصرية فى تقدمها فهزمت الاتراك فى اولو قشلاق وهرقله ، وبذلك فتح امامها الطريق فمضت فى زحفها حتى بلغت ( قونية ) التى اخلاها الاتراك من غير قتال ، فأتخذها ابراهيم باشا قاعدة لعملياته واخذ يتأهب لملاقاة الجيش التركى .

معركة قونيه ( 21 ديسمبر سنة 1832 ) :

فى صبيحة يوم 20 ديسمبر وصلت الجيوش التركية بقيادة رشيد باشا الى قونية واخذ كل من القائدين العمل على توزيع قواته للقتال .

وفى اليوم التالى ( يوم المعركة ) خيم ضباب كثيف على ميدان القتال ، فحال دون استكشاف كل من القائدين لمواقع الاخر ، على ان ابراهيم باشا كان يمتاز على رشيد باشا بأنه قد الم بطبيعة الارض التى دار فيها القتال الماما تاما ودرب جنوده على العمليات بينما كان الاتراك يعملون على غير هدى .

وهاجم ابراهيم باشا ميسرة الجيش التركى هجوما شديدا بمعاونة نيران المدفعية ، فلم تصمد القوات التركية لشدة هذا الهجوم ، وانسحبت متقهقرة شمالا فى غير نظام ، ثم تابع المصريون تقدمهم وتوسطوا ميدان المعركة حيث واجهوا القوات التركية التى اقتحمت الميدان فأحاط بهم المصريون من كل جانب ، واصلوهم نبيران مدفعيتهم فأضطروا للاستسلام .

ولما نمى الى رشيد باشا ان ميسرته قد وقع فيها الاضطراب والفشل ، اراد ان يلم شعثها فأسرع بنفسه الى حيث مواقع الجند ، ولكنه لم يفز بطائل لأنه ضل الطريق بسبب كثافة الضباب فوقع فى ايدى الجند المصريين الذين قادوه اسيرا الى ابراهيم باشا .

وانتهت المعركة بهزيمة الجيش التركى بعد قتال دام سبع ساعات ، ولم تزد خسارة المصريين عن 262 قتيلا و 530 جريحا ، اما الجيش التركى فقد اسر قائده ونحو 5000 من رجالة من بينهم عدد كبير من الضباط والقواد ، وقتل من جنوده 3000 ، وغنم المصريون 46 مدفعا وعددا كبيرا من البيارق .

ولقد كانت معركة قونيه من المعارك الفاصلة فى حروب مصر لانها فتحت امام الجيش المصرى طريق الاستانة ، اذ اصبح على مسيرة ستة ايام من البسفور ، وكان الطريق خاليا لايعترضه فيه جيش ولامعقل .

ولقد استرعت انتصارات الجيش المصرى انظار الدول الاوروبية ، وصارت مصر قبلة انظارها ، اذ كان مناط امال تلك الدول اقناع محمد على باشا بتسوية الخلاف مع تركيا حتى لايؤدى تدخل روسيا الى ازمة اوربية قد تنتهى بتحكيم السيف ، ومن اجل ذلك اوفدت الدول الاوروبية رسلها للتفاهم مع محمد على باشا من كل صوب .

احتلال كوتاهيه ومغنسيا :

وفى غضون ذلك تقدم ابراهيم باشا بجيشه فأحتل كوتاهيه وصار على خمسين فرسخا من الاستانه ، ثم ارسل كتيبة من جنوده احتلت مغنسيا بالقرب من ازمير ، وبعث رسوله الى ازمير ليقيم الحكم المصرى بها ، ولكن سفير فرنسا تدخل فى الامر ورجاه عدم احتلال ازمير حتى لاتتخذها روسيا ذريعة للتدخل ، فأجابه ابراهيم باشا الى طلبه .

  • اتفاق كوتاهيه ( 8 ابريل 1833 ) :

ولقد بذلت فرنسا جهودها لحسم الخلاف بين محمد على باشا وتركيا وبعد مفاوضات دامت اربعة ايام تم الاتفاق على الصلح فى 8 ابريل سنة 1833 ، وهو المعروف بأتفاق كوتاهيه ، ويقضى بأن يتخلى السلطان لمحمد على باشا عن سوريا واقليم ادنه مع تثبيته على مصر وجزيرة كريت والحجاز مقابل ان يجلوا الجيش المصرى عن باقى بلاد الاناضول .

وبذلك انتهت الحرب السورية الاولى بتوسيع نطاق الدولة المصرية وبسط نفوذها على سوريا وادنه وتأييد سلطتها على كريت وشبه جزيرة العرب .

موقعة نصيبين ( 24 يونيه سنة 1839 ) :

وفى يناير سنة 1839 عقد الباب العالى مجلسا حربيا قرر فيه اعداد حملة من ثمانين الف جندى بقيادة ( حافظ باشا ) ، فلما كمل تجهيزها وتعبئتها وتوزيعها بدأت القوات الامامية منها تتحرش بالمواقع المصرية واحتلت ستين قرية وراء ( عينتاب ) .

لم يطق محمد على صبرا على هذا الحال ، فأذاع منشورا ارسله لجميع الدول اعلن فيه رغبته عن الحرب وعن عدم اقدامه على عمل عدائى ورغبته فى الاستقلال .

ولكن لما تفاقم الخطب خول محمد على ابنه ابراهيم فى يونيه سنة 1839 الحق المطلق فى ان يبدأ الحرب او يحافظ على السلم حسبما تقتضى الظروف ، فرأى الا مندوحة من الحرب ، وكان الجيش التركى مؤلفا يومئذ من 38 الف جندى بقيادة فريق من الضباط الالمان وعلى رأسهم القائد الشهير ( فون مولتك ) ، اما الجيش المصرى فكان عدده اربعين الف جندى موحدين فى القيادة وممتازين فى التدريب .

وفى 20 يونيه سنة 1839 تحرك الجيش المصرى نحو قرية ( مزار ) فأحتلها وانسحبت منها الحامية التركية واتجهت لتلحق بمعسكر الجيش التركى فى نصيبين .

وفى اليوم التالى قام ابراهيم باشا على رأس قوة صغيرة لأستكشاف مواقع الاتراك فى نصيبين ومناوشتها ، وكان معسكر الاتراك منيعا جدا ولايمكن مهاجمته من الجناحين او بالمواجهة ، فعول على القيام بحركة التفاف للوصول الى خلف المواقع التركية ليضطر المدافعين الى مغادرة المواقع المحصنه الى اخرى ضعيفة غير محصنة ، وفى فجر يوم 22 يونيه عاد ابراهيم باشا بقواته الاولى التى ناوش بها الاتراك وعبر نهر ( مزار ) الى الضفة اليمنى وسار شرقا بموازاة النهر ، فتوهم الاتراك انهم قهروا عدوهم الذى بدأ يتقهقر .

واستطاع ابراهيم باشا بسهولة تنفيذ خطته التى اتمها بسرعة ، واجتاز نهر ( هاركون ) ، ومر خلف مواقع حافظ باشا واضطره الى مغادرة مراكزه الحصينة فى ( نصيبين ) وتغيير وجهة جيشه ، وانقضى نهار 23 يونيه بينما كان يتأهب الجيش الى اللقاء فى اليوم التالى .

وفى فجر اليوم الرابع والعشرين اتخذ الجيشان مواقعهما ، وفى الساعة الثامنه صباحا بدأت المعركة بنيران المدفعية من الجانبين ثم ابتدأ القتال ولم يستطع الاتراك صد الهجوم المصرى القوى ، فلجأوا الى الفرار تاركين اسلحتهم وذخيرتهم واحتل المصريون مواقعهم واستولوا على جميع مهامتهم ومن بينها حوالى عشرين الف بندقية ومائة واربعين مدفعا بذخيرتها ، وبلغت خسائر الاتراك نحو اربعة الاف وخمسمائة قتيل وجريح واسر منهم مابين اثنى عشر الف وخمسة عشر الف رجل ، وترك الجيش العثمانى خزينته وبها نحو ستة ملايين فرنك ومضاربه بأكملها ، اما خسائر الجيش المصرى فبلغت نحو ثلاث الاف بين قتيل وجريح .

وفى اول يوليه سنة 1839 توفى السلطان محمود قبلما يبلغه خبر هزيمة جيشه فى ( نصيبين ) فمات فى الوقت الملائم

مصدر المقال : مجلة المدفعية الملكية - الصادرة فى 19 نوفمبر سنة 1949

بقلم البكباشى أ.ح : ابراهيم فؤاد شرف


مواقف الدول الأوروبية من تطلعات محمد علي لإقامة وحدة عربية

بعد نجاح محمد علي في حروبه بالجزيرة العربية، وفتح قواته للسودان تطلع إلي بلاد الشام واستطاعت قواته الاستيلاء علي يافا وحيفا وعكا، ونجح ابنه إبراهيم في انتزاع طرابلس من يد العثمانيين ثم الاستيلاء علي بلاد الشام كلها والوصول إلي الحدود الفاصلة بين المتحدثين باللغة العربية والمتكلمين بالتركية حيث تقدمت القوات المصرية بسرعة هائلة داخل بلاد الشام واحتلت دمشق وأنزلت الهزائم بالجيش العثماني بالقرب من حمص ثم دخول حلب والالتقاء بالقائد العثماني »حسين باشا« في معركة فاصلة عند مضيق »بيلان« وإلحاق الهزيمة به، والتقدم بعد ذلك تجاه »كوتاهية« في فبراير 1832 مما أزعج الدول الكبري، وجعلها تدرك المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها مصالحها الحيوية نتيجة لتوسعات محمد علي، وقد تزعمت إنجلترا المواقف المعارضة لذلك خاصة وأنها كانت تخشي من مزاحمة محمد علي لسيادتها علي طريق الهند نظرا لأن امتداد نفوذ مصر إلي بلاد الشام يجعل لها الاشراف علي طريق الهند من ناحية الفرات والعراق، لذلك شجعت إنجلترا أهالي الشام علي العصيان ومقاومة قوات محمد علي، وأمدتهم بالبارود والرصاص والأموال بهدف إيجاد المصاعب أمام القوات المصرية واجبارها علي الانسحاب، وعلي الرغم من كل ذلك فقد حاول محمد علي تثبيت أقدامه، كما استغل علاقته الودية مع فرنسا في مساومة إنجلترا وباقي الدول الأوروبية وفي الاستناد عليها، وتأييدها له خلال هذه الأزمة، ولما فاتح محمد علي الدول الأوروبية بشأن تطلعاته في تكوين دولة تمتد حدودها إلي أقصي بلاد الشام عارضته إنجلترا أشد المعارضة، وحذرته من العواقب، وهددته باستخدام القوة إذا تمسك برأيه، وخلال ذلك بعثت الدولة العثمانية جيشا كبيرا إلي بلاد الشام لمقاتلة القوات المصرية وطردها من هناك، ولكنه هزم في معركة »نزيب« في 24 يونيو 1839 مما كان له أكثر الأثر في اسراع الدول الأوروبية بالتدخل بحجة منع امتداد نفوذ مصر إلي ضفاف الدردنيل والبسفور، وتأسيس محمد علي دولة قوية مما يساعد علي قلقلة التوازن الأوروبي، فأعلنت إنجلترا ضرورة اخضاع محمد علي بالقوة واجباره علي الانسحاب من بلاد الشام، كما طالبت دول أوروبا باتخاذ قرار عاجل لوقف تطلعات محمد علي في بناء امبراطورية عربية ونتيجة لذلك فرضت علي محمد علي في معاهدة لندن 1840 التخلي عن بلاد الشام وإرجاع الجزيرة العربية إلي الدولة العثمانية والاكتفاء بحكم مصر كي يحكمها هو وأكبر أفراد أسرته من بعده، وإذا رفض ذلك فستقوم أوروبا بحملة عسكرية ضده، ومع أن محمد علي رفض شروط هذه المعاهدة في بداية الأمر، وصمم علي التمسك بالبلاد التي فتحها، وأخذ في الاستعداد للدفاع عنها فإنه اضطر في نهاية الأمر إلي التسليم خاصة بعد أن تحرج موقف الجيش المصري، فطلب من ابنه إبراهيم باشا إخلاء بلاد الشام والعودة إلي مصر، كما رضخ لفرمان 1841 الذي يقضي باخراجه من الجزيرة العربية وكريت وقصر نفوذه علي مصر، وبذلك عادت مصر إلي حدودها القديمة، ونجحت الدول الأوروبية في تحطيم آمال محمد علي وتطلعاته نحو اقامة وحدة عربية، وفي تحجيم دوره في المنطقة العربية خاصة بعد أن تم تقليل عدد الجيش المصري بحيث لا يزيد علي 18 ألف جندي. وهكذا اسقطت أوروبا أول مشروع للوحدة العربية عمل محمد علي علي تحقيقه في النصف الأول من القرن التاسع عشر، كما نجحت كذلك في اسقاط المشروع الوحدوي الذي عمل الرئيس جمال عبدالناصر علي تحقيقه في النصف الثاني من القرن العشرين.

المصدر جريدة الوفد على الانترنت .

الرابط http://www.alwafd.org/details1.aspx?ni


الخميس، 4 نوفمبر 2010

أسئلة متنوعة حول مسابقة thinkquest

  • سوال :هل يحق لى الإستعانة بمحترفى التصميم لتصميم الموقع للمسابقة

    الجواب: لا والف لا حيث يجب ان يقوم الطلاب بأنفسهم بتصميم الموقع وعرض المشكلة او الموضوع بداخله وسوف يعرضون فى حالة الفوز كيفية تصميمهم للموقع

  • سؤال: هل يمكن للكوتش العمل فى المشروع بطريقة مباشرة؟

    الجواب: لايجوز ذلك مطلقا وهذه من شروط المسابقة الأساسية ولكن دوره تنظيم العمل وتوزيعه على الأعضاء ومتابعته وتقييمه وإبداء الرأى او الملاحظات عليه ليقوم الطلبة بتعديله

  • سؤال: هل يجوز الإستعانة بمساعد مدرب للمدرس وكيف يكون ؟

    بالنسبة للمسابقة المحلية والدولية يجوز مع وجود فارق اساسى ان مساعد المدرب فى المسابقة المحلية له جائزة فى حالة الفوز مثل اى من اعضاء الفريق اما فى المحلية فليس له جوائز فى حالة الفوز

  • سؤال : ماهو دور مساعد المدرب؟

    دور مساعد المدرب قريب من دور المدرب فهو يساعده فى متابعة سير العمل ويمكنه من تدريب الطلاب على مهارة معينة كإستخدام اى من البرامج التى ستستخدم فى تصميم المشروع

  • سؤال: كم عدد فريق الطلاب فى كل مشروع ؟

    بالنسبة للمسابقة المحلية عدد الطلاب يجب الا يقل عن 3 ولايزيد عن 4 اما المسابقة الدولية فعدد الطلاب لايقل عن 3 ولايزيد عن 6

  • سؤال : هل يمكن تناول موضوع سبق تناوله فى مسابقات سابقة؟

    نعم يجوز ولن تجد اى تشابه بينهم فكل فريق يتناول الموضوع الواحد من اكثر من جانب وبرؤية الفريق والتى تميزه عن غيره من المواضيع السابقة

  • سؤال:ماهى مصادر المعلومات التى يجب الأخذ بها فى موضوعى؟

    مصادر المعلومات يجب ان تكون من مصادر موثوق بها على ان يكتب المصادر التى تم الإستعانة منها كمرجعية لصحة ودقة المعلومات

  • سؤال : وما الشىء الصحيح الذى يجب اتباعه بالنسبة للصور؟

    هذا سؤال هام جدا فالافضل ان تكون معظم الصور خاصة بأعضاء الفريق وهم اصحابها كصور ملتقطة بكاميرا مثلا بواسطة الطلاب وهذه اعلى الدرجات يليها فى المرتبة الصور المجانية والمتاحة للجميع بالمجان من الانترنت على ان يكتب مصدرها للدليل على انها صور غير محمية ومتاحة للجميع بدون مقابل اما المرتبة الأخيرة فى التققيم فى الاستعانة بصور من الانترنت ونكتب مصدرها

  • سؤال : ماهى البرامج المسموح بها لتصميم الموقع؟

    اى برنامج تصميم مواقع يمكن الإستعانة به وهذا يعود الى امكانية الطلاب وما يستطيعون العمل عليه

  • سؤال : هل يجوز الإستعانة بالقوالب الجاهزة التصميم

    لايجوز هذا مطلقا فكما ذكرت يجب قيام الطلاب انفسهم بالعمل والتصميم

  • سؤال : هل يمكن استبعاد الموقع من قبل لجنة التحكيم؟

    هذا سؤال غاية فى الأهمية حيث يمكن ذلك بل ويحدث وله سببان الأول هو عدم احترام حقوق النشر والثانى هو الإنتحال وهو ببساطة استخدام الأمران نسخ ولصق من المواقع المرجعية لى فيجب ان يكون كل المحتوى بأسلوب الطلاب ويعكس مافهموه باسلوبهم

  • سؤال : هل معنى هذا ان من ليس لديه من الطلاب اى دراية بتصميم المواقع يحرم من المشاركة ؟

    لا ولا بالنسبة للمسابقة الدولية يوجد محور آخر لها وهو عمل مشروعات على صفحات داخل الموقع نفسه كالصفحات العادية جدا ولكن فى مكان المسابقة وليس على المشاريع العادية

  • سؤال : هل من لم يفز ولم يتم استبعاد عمله يتم تكريمه

    نعم يتم تكريمه بإستلامه هو وطلابه شهادات من دولية من اوراكل امريكا تفيد بإنجاز كل من اعضاء الفريق فى مسابقة العام

مسابقة thinkquest

كيف يتم تحكيم مسابقة تصميم المواقع

  • ولا اجمالى الدرجات

    يتم تحكيم مسابقة تصميم المواقع سواء الدولية او المحلية من إجمالى مجموع 100 درجة

  • توزيع الدرجات

    يتم توزيع وإحتساب الدرجات للمتسابقين من خلال عشر عناصر اساسية وهى بالترتيب كالآتى

  • 1-Citations

    وهى الإستشهادات بمعنى ان يكون كل جزء من المعلومات موجود داخل الموقع له استشهادات كموقع مثلا أو كتاب أو حوار مع متخصصين

  • 2-Content

    والمقصود به عمق المعلومة وغزارتها موضوع الموقع المصمم

  • 3-Writing

    والمقصود دقة الكتابة وخلوها من الأخطاء الإملائية أو اخطاء القواعد اللغوية

  • 4-Media Use

    والمقصود كم الوسائط المستخدمة وتوظيفها فى المكان المناسب لها كفيديو مثلا او صور او عروض تقديمية او مقابلات مصورة الى آخره

  • 5-Website Structure, Appearance and Function

    والمقصود هنا الشكل الجمالى للموقع وتميز التصميم عن غيره من التصميمات

  • 6-Collaboration

    والمقصود هنا تعاون اعضاء الفريق لإنجاز العمل وهذا يظهر جيدا للمحكمين بخبرتهم من الموقع ككل

  • 7-Diversity

    والمقصود هنا تنوع اعضاء الفريق سواء من بلاد مختلفة او اعمار مختلفة او ولايات مختلفة

  • 8-Originality

    والمقصود به هنا هو اصالة الفكرة وقد تكون الفكرة الواحدة متاوله اكثر من متسابق ولكن الفرق فى كيفية تناولها وظهور شخصية الفريق فى تناولها مما يميزها عن غيرها

  • 9-Global Impact

    والمقصود هنا الأثر العالمى للفكرة داخل الموقع وكيف انها فكرة تشغل بال الكثيرين فى معظم بلاد العالم

  • 10-Educational Relevance

    والمقصود هنا ان الموضوع يعكس بصورة واضحة ماتعلمه الطلاب داخل صفوفهم الدراسية وارتباطه بما تناولوه فى مناهج مختلفة

  • الله الموفق

    واخيرا ادعوا الله بان تكون هذه المعلومات مفيدة للجميع والله الموفق



الاثنين، 18 أكتوبر 2010

جملة غريبة

جملة غريبة قرأتها في جريدة المصري اليوم بتاريخ 18 / 10 / 2010 و أنا في أسوأ حالاتي النفسية و غيابي عن العمل طبعاً بسبب الحالة النفسية السيئة المتسبب فيها وطنى وقومي << دلوقتي اللي يشرب من نيلها استحالة يحنلها>> مع ان لما تفتح صفحة جوجل في أعلاها تجد بيت شعر جميل جدا كتبه حافظ ابراهيم منذ قرن مضى
بلدي و إن جارت علي عزيزةُُ *** وقومي و إن ضنوا علي كرام
يا ترى هل هناك علاقة بين الجملة اللي كتبها مهاجر مصري في أمريكا في نهاية القرن ال20 و بداية القرن ال21 و بيت الشعر اللي كتبه الشاعر حافظ ابراهيم في نهاية القرن ال19 و بداية القرن ال20 .
مش ملاحظين إن بالرغم ان الفرق قرن و لكن المعنى واحد ولو رجعنا الى الخلف أو تقدمنا الى الامام 5 قرون هتجدوا جمل تعطي نفس المعنى .
أليس هذا أكبر دليل على أن مجتمعنا مجتمع راكد جامد.
يا ريت حد يشاركني في الرأي ويقول لي إني غلط و ده سوء فهم مني .

السبت، 9 أكتوبر 2010

رحلــة مــن السمـــاء إلــي الأرض (نزول القرآن الكريم ) من جريدة الاهرام 1 / 10 / 2010


نوره سطع بقوة منذ عشرات القرون‏..‏ وتدفق شعاعه من السماء إلي الأرض ليملأ ما بين المشرقين والمغربين‏..‏ إنه‏(‏ القرآن الكريم‏)‏ كلام الله‏..‏ ووحيه‏..‏ وبيانه‏..‏ وهدايته‏..‏ ومعجزته‏..‏ إنه الدستور التشريعي لأعدل الأحكام‏,وهو كتاب الحريات‏,‏ المنظم لأصول المعاملات‏,‏ الواضع لأول نصوص الحقوق والواجبات‏,‏ فهل فهم العالم كله هذا عن كتابنا؟ وهل استوعبنا نحن المقلبين لصفحاته‏,‏ المتعبدين بقراءته وتلاوته ما وراء سوره وآياته‏,‏ أم تعاملنا معها ظاهريا‏,‏ ولم ننشغل بسبر أغواره‏,‏ أو نحاول الغوص في أسراره؟‏.‏
إذا كان هذا لم يحدث إلا علي مستوي المتخصصين‏,‏ وإذا كان كثيرون ـ مسلمون وغير مسلمين ـ لا يفهمون حتي الآن ما هو القرآن‏,‏ فلم يعد من الممكن إستمرار هذا الحال‏,‏ ولعل ذلك ما دفعنا لأن نبدأ ونشرح لكل العقول‏,‏ مقدمين ملفا دسما‏,‏ تبدأه‏(‏ الفكر الديني‏)‏ بصفحة ترصد لحظات وأسباب النزول‏.‏
أكثر من تسعين اسما
القرآن الكريم هو اسم لكلام الله تعالي المنزل علي عبده ورسوله محمد صلي الله عليه وسلم والذي نتعبد لله بتلاوته‏,‏ وهو اسم لكتاب الله خاصة‏,‏ ولا يسمي به شيء من سائر الكتب‏.‏ وقد ذكر علماء القرآن والتفسير عدة أسماء وألقاب سمي الله تعالي بها القرآن أوصلها بعض أهل العلم إلي أكثر من تسعين اسما‏,‏ أشهرها القرآن والكتاب‏.‏ فالقرآن هو الاسم الغالب وقد ورد في خمسين موضعا‏,‏ و‏'‏ القرآن‏'‏ مأخوذ من الفعل‏'‏ قرأ‏'‏ تقول‏:‏ قرأ يقرأ قراءة وقرآنا‏.‏ ويفيد معني القراءة‏,‏ أما لفظ‏'‏ الكتاب‏'‏ فقد ورد في‏176‏ موضعا في سياقات مختلفة‏,‏ وسمي القرآن‏'‏ كتابا‏'‏ لأنه جمع السور والآيات بين دفتيه‏,‏ وجمع كل خير في أحكامه ومعانيه‏.‏ وفسر الشيخ عبد الله دراز ــ رحمه الله ــ الحكمة من تسمية القرآن بهذين الاسمين فقال‏:'‏ روعي في تسميته‏(‏ قرآنا‏)‏ كونه متلوا بالألسن‏,‏ كما روعي في تسميته‏(‏ كتابا‏)‏ كونه مدونا بالأقلام‏,‏ فكلتا التسميتين من تسمية الشيء بالمعني الواقع عليه‏,‏ وفي ذلك إشارة إلي أن من حقه العناية بحفظه في موضعين‏,‏ الصدور والسطور‏,‏ فلا ثقة بحفظ حافظ حتي يوافق حفظه الرسم المجمع عليه‏,‏ ولا ثقة بكتابة كاتب حتي يوافق ما هو ثابت عند حفاظ الأسانيد‏'.‏وبهذه العناية المزدوجة‏-‏ الصدر والسطر‏-‏ بقي القرآن الكريم محفوظا‏,‏ تحقيقا لقوله تعالي‏:(‏ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون‏).‏
العلم‏..‏ الحق‏..‏ كلام الله
ويمكن تصنيف أسماء القرآن الكريم إلي ثلاث مجموعات‏:‏ الأولي تشير إلي ذات الكتاب وحقيقته‏,‏ مثل‏(‏ القرآن‏):‏ قال تعالي‏(‏ إن هذا القرآن يهدي‏...),(‏ كلام الله‏):‏ قال تعالي‏:(‏ فأجره حتي يسمع كلام الله‏),(‏ الروح‏):‏ قال تعالي‏:(‏ وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا‏),(‏ التنزيل‏):‏ قال تعالي‏:(‏ وإنه لتنزيل رب العالمين‏),(‏ الأمر‏):‏ قال تعالي‏:(‏ ذلك أمر الله‏),(‏ الوحي‏):‏ قال تعالي‏:(‏ إنما أنذركم بالوحي‏).‏
أما المجموعة الثانية فهي تشير إلي صفات القرآن الذاتية ومنها‏:(‏ الكريم‏):‏ قال تعالي‏:(‏ إنه لقرآن كريم‏),(‏ المجيد‏):‏ قال تعالي‏:(‏ بل هو قرآن مجيد‏),(‏ العزيز‏):‏ قال تعالي‏:(‏ إنه لكتاب عزيز‏),(‏ الحكيم والعلي‏)‏ قال تعالي‏:(‏ وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم‏),(‏ الصدق‏)‏ قال تعالي‏:(‏ والذي جاء بالصدق‏),(‏ الحق‏)‏قال تعالي‏:(‏ إن هذا لهو القصص الحق‏),(‏ المبارك‏):‏ قال تعالي‏:(‏ كتاب أنزلناه إليك مبارك‏),(‏ العجب‏):‏ قال تعالي‏:(‏ قرآنا عجبا‏),(‏ العلم‏):‏ قال تعالي‏:(‏ ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم‏).‏
المجموعة الثالثة‏:‏ تشير إلي صفات القرآن التأثيرية‏,‏ التي تشير إلي علاقة القرآن بالناس وهي‏:(‏ الهدي‏):‏ قال تعالي‏:(‏ ذلك الكتاب لا ريب فيه هدي للمتقين‏),(‏ الرحمة‏):‏ قال تعالي‏:(‏ هدي ورحمة للمحسنين‏),(‏ الذكر‏):‏ قال تعالي‏:(‏ وهذا ذكر مبارك أنزلناه‏),(‏ الموعظة‏):‏ قال تعالي‏:(‏ هذا بيان للناس وهدي وموعظة للمتقين‏),(‏ الشفاء‏):‏ قال تعالي‏:(‏ وننزل من القرآن ما هو شفاء‏),(‏ التذكرة‏):‏ قال تعالي‏:(‏ كلا إنه تذكرة‏),(‏ المبين‏):‏ قال تعالي‏:(‏ تلك آيات الكتاب المبين‏),(‏ البلاغ‏):‏ قال تعالي‏:(‏ إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين‏),(‏ البشير والنذير‏)‏ قال تعالي‏:(‏ بشيرا ونذيرا فأعرض‏...),(‏ البصائر‏)‏ جمع بصيرة قال تعالي‏:(‏ هذا بصائر للناس‏),(‏ البيان‏)‏ قال تعالي‏:(‏ هذا بيان للناس‏),(‏ النور‏)‏ قال تعالي‏:(‏ وأنزلنا إليكم نورا مبينا‏),(‏ الفرقان‏)‏ قال تعالي‏:(‏ تبارك الذي نزل الفرقان علي عبده ليكون للعالمين نذيرا‏).‏
‏(‏ المصحف‏)..‏تسمية بشرية‏!‏
بين العلماء حكمة تعدد الأسماء للقرآن الكريم فقال الفيروز آبادي‏:'‏ إنكثرة الأسماء تدل علي شرف المسمي أو كماله في أمر من الأمور‏',‏ فكثرة أسماء القرآن تدل علي شرفه وفضيلته كما تدل كثرة أسماء الله تعالي علي كمال جلال عظمته‏,‏
وأسماء القرآن الكريم وصفاته توقيفية فلا نسميه ولا نصفه إلا بما جاء في الكتاب أو في السنة النبوية الشريفة‏.‏ أما تسميته‏'‏ مصحفا‏'‏ فليس اسما للقرآن ذاته وانما هو اسم للصحف التي كتب عليها القرآن‏,‏ ولم يطلق عليه المصحف إلا بعد جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه‏.‏
الآيات للإعجاز‏..‏ والسور للتحديد
لا نزال في حاجة إلي الاقتراب أكثر من كلمات الله تعالي في القرآن لنفهمها ونتدبرها‏,‏ ونبدأ هذه المحاولة بمعرفة ما هي الآية والسورة‏,‏ من استقراء كلمة‏'‏ آية‏'‏ في القرآن نجدها تأتي بعدة معان‏,‏ أشهرها الإعجاز الإلهي‏,‏ وهو أنواع‏:‏ إما بمعني المعجزات التي كانت للأنبياء السابقين مثل معجزة موسي‏:(‏ وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آيات إلي فرعون وقومه إنهم كانوا قوما فاسقين‏).‏ أو بمعني المعجزة الإلهية الخاتمة وهي القرآن الكريم التي نزلت بديلا عن المعجزات الحسية السابقة التي كانت للأنبياء السابقين‏.‏
ولذلك فإن كل فقرة في القرآن تعتبر في حد ذاتها آية‏,‏ لأن القرآن كله‏'‏ آيات‏'..‏ لذا لما زعم المشركون أن محمد صلي الله عليه وسلم قد اخترع القرآن‏,‏ تحداهم رب العزة بأن يأتوا بمثيل للقرآن‏:‏ وقد تأتي الآية بمعني العبرة‏,‏ كقوله تعالي عن إهلاك الأمم السابقة‏:(‏ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين‏).‏
أما السورة فمشتقة من السور‏,‏ ومعلوم في القديم أن السور كان يحيط بالمدينة‏,‏ ثم يرتفع كثيرا‏,‏ بغرض الحماية والحفظ‏.‏ وقد يكون هذا الارتفاع في السور جعل من بعض معاني‏(‏ سورة‏)‏ الدرجة الرفيعة‏,‏ والمنزلة العالية‏.‏ فاسم سورة يتضمن‏:‏ معني الإحاطة‏,‏ ومعني السمو والرفعة‏.‏ ومعني الإحاطة يتضمن الاشتمال‏,‏ والتمييز وتحديد المعالم‏.‏
جبريل‏..‏ وسيط الرسائل الإلهية
بعيدا عن أجواء شرك ووثنية‏..‏ ومن فوق إطلالة علي الكعبة في غار جبلي‏,‏ كان محمد صلي الله عليه وسلم مندمجا في خلوته تاركا وراء ظهره المشاغل الدنيوية‏,‏ حين جاءت لحظة الاتصال‏,‏ ووصل الأمر الإلهي مع ضمات قوية من الوحي الملائكي‏:'‏ اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم‏'‏ واختفي الملك ليسارع محمد بمغادرة خلوته عائدا لبيته وزوجته فإذا بجبريل مغطيا الآفاق معلنا له الرسالة‏(‏ يا محمد‏..‏ أنت رسول الله وأنا جبريل‏)..‏ لم يكن ممكنا ألا يتأثر أو يضطرب حال النبي في أول إعلان له بالتكليف الإلهي‏,‏ ولم تكن كلمات السيدة خديجة المطمئنة وحدها كافية لمحو كل خوف واضطراب عنه‏,‏ فكان لا بد من تفسير جاءهم علي لسان عجوز نصراني كفيف‏,‏ وكانت كلماته‏:(‏ هذا هو الناموس‏)‏ فعرف ورقة بن نوفل أن ما حدث لمحمد صلي الله عليه وسلم هو الوحي الإلهي‏,‏ فسري اطمئنان في قلب محمد صلي الله عليه وسلم لكنه لم يستمر طويلا‏,‏ إذ عاوده القلق مع طول الانتظار والترقب لعودة الوحي الإلهي‏,‏ ومرت الأسابيع والشهور وليس هناك سوي الصوت متكررا‏:(‏ يا محمد أنت رسول الله وأنا جبريل‏),‏ وبدأت الأقاويل والشائعات والاتهامات عن تخلي الوحي عن النبي‏,‏ أو عدم جدارته لتحمل الرسالة‏,‏ فنزلت آيتان تردان هذه المزاعم وتدحضها‏:'‏ ما أنت بنعمة ربك بمجنون‏'‏ و‏'‏ ما ودعك ربك وما قلي‏'‏ ثم عاد الصمت والانتظار للتعاليم وللرسالة وطال السهر وطالت الخلوة والانعزال في جبل حراء‏,‏ حتي ظهر جبريل أمامه فجأة ضخما مالئا السماء حاملا إليه الحكم بمهمته الثانية‏:'‏ ياأيها المدثر قم فأنذر‏..'‏ وبعدها لم يعد محمد متلقيا فقط لتعاليم ربه وإنما مأمور بإبلاغ الناس بها‏,‏ وبعدها تواصل نزول الوحي علي سيدنا محمد حتي اكتمل نزول القرآن الكريم‏.‏
بداية الوحي‏..‏ رؤية صادقة
كلمة الوحي كلمة عربية معناها مطلق الإعلام‏,‏ أما الوحي الإلهي فهو وحي الله تعالي إلي الأنبياء والمرسلين بواسطة الملك جبريل عليه السلام‏,‏ هذا ما أكده الدكتور عبد الحكم الصعيدي الأستاذ بجامعة الأزهر الذي قال‏:‏ أول ما بدئ به صلي الله عليه وسلم الرؤيا الصالحة في النوم‏,‏ فكان لا يري رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح‏'.‏ وكان ذلك تهيئة لرسول الله صلي الله عليه وسلم حتي ينزل عليه الوحي يقظة‏,‏ وليس في القرآن شيء من هذا النوع‏,‏ وهناك وحي بمعني الإلهام للمخلوقات العاقلة وغير العاقلة‏..‏ فمثلا هناك وحي الله للنحل كقوله تعالي‏:(‏ وأوحي ربك إلي النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا‏),‏ ووحي الله لبعض البشر غير الأنبياء كقوله تعالي‏:(‏ وأوحينا إلي أم موسي أن أرضعيه‏),‏ وهناك وحي الله للملائكة كقوله تعالي‏:(‏ إذ يوحي ربك إلي الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا‏).‏
إلي السماء مجمعا‏..‏ وإلي الأرض متفرقا
من الثابت أن القرآن الكريم كان مدونا في علم الله في اللوح المحفوظ وبدأ إنزاله إلي بيت العزة في السماء الدنيا جملة واحدة في ليلة القدر‏..‏ قال تعالي‏:(‏ إنا أنزلناه في ليلة القدر‏),‏ ثم نزل بعد ذلك مفرقا علي النبي صلي الله عليه وسلم حسب الوقائع وكان أول ما نزل قول الله تعالي‏:(‏ اقرأ باسم ربك الذي خلق‏)..‏ هذا ما أكده الدكتور عبد الحكم الصعيدي الذي قال‏:‏ استمر نزول القرآن علي النبي طيلة‏23‏ سنة هي مدة الدعوة في عهديها المكي والمدني ـــ‏13‏ سنة بمكة و‏10‏ سنوات بالمدينة ـــ وكان القرآن ينزل‏(‏ منجما‏)‏ أي مفرقا بحسب مستجدات أحوال الناس فكلما حدثت واقعة نزل الوحي يبين حكمها للناس في جملة آيات أو في سورة قصيرة أو ما شابه ذلك‏,‏ ولعل السر في إنزال القرآن علي هذا النحو أن يكون تسلية للنبي صلي الله عليه وسلم وتثبيتا لقلبه قال تعالي‏:(‏ كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا‏),‏ وقال تعالي‏:(‏ وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك‏),‏ ونزل منجما لكي يسهل علي الأمة حفظه‏,‏ فلقد نزل القرآن علي أمة أمية لا تعرف القراءة والكتابة‏..‏ فما كانوا يستطيعون أن يحفظوه إذا نزل جملة واحدة فكان نزوله مفرقا عونا لهم علي حفظه وتدبر آياته‏,‏ وكذلك للتدرج في التشريع‏,‏ ولكي ترتبط الأحكام بأحداثها وهذا ما يعرف في الشريعة بأسباب النزول‏.‏
هداية‏..‏ وعبادة‏..‏ وإعجاز
نقرؤه ونحفظه ونتدبر سوره وآياته‏..‏ ولكن غاب عنا أن نسأل لماذا أنزل الله القرآن الكريم ؟
ثلاثة أهداف لنزول القرآن أشار إليها الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر ـرحمه الله ـ في مؤلفاته حول كتاب الله‏,‏ أولها‏:‏ هداية الناس إلي الخير والسعادة في الدنيا والآخرة‏,‏ هذه الهداية ممنوحة للجميع لا يحرم منها أحد‏,‏ ذلك أن القرآن الكريم يخاطب كل البشر علي اختلاف ألسنتهم وألوانهم‏,‏ بل والجن أيضا‏,‏ يقول تعالي‏:'‏ قل ياأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا‏'‏ وبالإضافة لكونها دعوة عامة فهي مستمرة منذ عهد النبي صلي الله عليه وسلم‏,‏ ولمن جاء بعده ولم يره أو يعاصر نزول القرآن‏,‏ ودليل ذلك قوله تعالي‏:'‏ وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ‏'‏ وهنا المخاطب أهل مكة وجميع من يبلغه هذا الكتاب وتصل إليه دعوته‏,‏ ومن سمات الهداية القرآنية أنها تامة‏,‏ يجد فيها الإنسان كل ما يحتاجه لحياته وبيئته وكونه وعلاقته بربه وعلاقته بالآخر‏,‏ ففي القرآن العبادات والعقائد والتشريعات والمعاملات‏,‏ بشكل متوازن بين احتياجات الجسد واحتياجات الروح التي لم يغفلها القرآن‏:'..‏ ولا تنس نصيبك من الدنيا‏'‏ هذا ما أكده القرآن الكريم‏.‏ ولا تحتاج هداية القرآن إلي مجهود للشرح والتوضيح‏,‏ فالأسلوب واضح ومقنع‏,‏ يأتينا مدعما بالقصص والأمثال والتشبيهات‏.‏ وثاني أسباب النزول ـ وما زلنا مع قراءة لعلم الدكتور طنطاوي ـ أن يكون هذا الكتاب معجزة خالدة للنبي صلي الله عليه وسلم تشهد بصدقه فيما يبلغه عن ربه‏,‏ ولذا نجد التحدي الإلهي لسائر البشر وللعرب علي فصاحة ألسنتهم أن يأتوا بمثل هذا القرآن كله أو علي الأقل بسورة مثله‏'‏ فأتوا بسورة من مثله‏'‏ وبالطبع كان عجزهم دليل إعجاز هذا الكتاب‏.‏
أما ثالث أسباب النزول فتتعلق بالمسلمين أنفسهم ليكون لهم كتاب يتعبدون بتلاوته‏,‏ فتكون سببا لرفع درجاتهم‏,‏ ومحو سيئاتهم‏,‏ وسكينة صدورهم‏,‏ وتلاوة القرآن كلها خير للمسلم‏,‏ وهي كما وصفها القرآن الكريم‏'..‏ تجارة لن تبور‏'.‏

عدد سور القرآن الكريم‏114‏ سورة‏.‏
أطول سورة في القرآن سورة البقرة وأقصر سورة هي سورة الكوثر‏.‏
أطول آية في القرآن هي آية‏(‏ الدين‏)‏ من سورة البقرة وهي رقم‏(282).‏
عدد أجزاء القرآن الكريم ثلاثون جزءا وكل جزء مكون من حزبين‏.‏
عدد أحزاب القرآن الكريم ستون حزبا وكل حزب مكون من أربعة أرباع‏.‏
عدد أرباع القرآن الكريم مائتان وأربعون ربعا‏.‏
عدد آيات القرآن الكريم‏(6236)‏ آية حسب العد الكوفي‏.‏
صورتان للوحي
كان النبي صلي الله عليه وسلم يتلقي الوحي بالقرآن من جبريل عليه السلام في إحدي حالتين‏..‏ الأولي‏:‏ أن يأتيه مثل صلصلة الجرس‏,‏ والثانية‏:‏ أن يتمثل جبريل عليه السلام رجلا ويأتيه في صورة بشر‏,‏ وهذه الحالة أخف من سابقتها‏,‏ والحالتان لا تأثير لهم علي القوة العقلية للنبي صلي الله عليه وسلم وإنما كان يحدث هذا كنوع من التنويع والتخفيف علي رسول الله صلي الله عليه وسلم‏,‏ فقد روي البخاري في صحيحه عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال‏:'‏ يا رسول الله‏..‏ كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله‏,‏ صلي الله عليه وسلم‏:'‏ أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس‏,‏ وهو أشد علي‏,‏ فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال‏,‏ وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول‏'.‏ وروت عائشة رضي الله عنها ما كان يصيب رسول الله صلي الله عليه وسلم من شدة فقالت‏:'‏ ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا‏'.‏
‏114‏ سورة و‏6236‏ آية

الاثنين، 23 أغسطس 2010

رمضان كريم

بلاش ميرسي وخليها( جزاك الله خيرا)
بلاش واووو تحفة! وخليها (ما شاء الله ولا قوة إلا بالله)
بلاش هاااي وخليها( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)
بلاش باااي وخليها( في أمان الله)
بلاش علشان خاطري وخليها( الله يكرمك)
بلاش أفففف زهقت وخليها( لا حول ولا قوة إلا بالله)
بلاش يا خساااارة وخليها(قدر الله وما شاء فعل)
بلاش راحت عليك وخليها (إنا لله وإنا إليه راجعون)