استراليا .. أصغر قارات العالم تبلغ مساحتها حوالي ثمانية ملايين كيلومتر مربع وتعد السادسة من حيث المساحة لدولة واحدة في العالم والأحدث اكتشافا حيث دار حولها الهولنديون أولا ومن ثم حل بها الكابتن كوك الإنجليزي الذي ضمها للإمبراطورية البريطانية عام 1770م كول جعل من استراليا منفى للمجرمين الخطرين على التاج البريطاني. القارة الاسترالية خلبت بجمال طبيعتها وتنوع مناخها الجغرافي المائل للمداري وتعدد مصادرها الطبيعية كل من وطئت قدمه أرضها. الأوروبيون قسموها إلى تسع مقاطعات تحكم بنظام الكومنولث.. فصارت بديمقراطيتها حلما للعديد من المغامرين والهاربين من النظام الإقطاعي بسبب تكالب الناس على النزوح إليها طغت مطامع الاستيطان على التعريف بنوافذها النفيسة والنادرة وذاب خبر «الابورجنيز» سكانها الأصليين صانعي واحدة من أعجب وأقدم الحضارات (في العالم) ذات الصور الملونة التي تبهرك عند تمحيصها. من خلال هذا التقرير نتناول بالتفصيل تاريخ واحدة من أكثر المجتمعات بدائية على وجه البسيطة.
يعرف الأبورجنيز على أنهم سكان استراليا الأصليون ويقول المؤرخون ان هؤلاء تدافعوا نحو بلادهم من الاطراف قادمين من عدة مناطق حول أستراليا .. من جزيرة تسمانيا في الشرق ويسمون « توريس» ومن إندونيسيا في الشمال ويسمون «ماكاسانس» هناك من وصل عن طريق الإنتاركاتكا أو القطب المتجمد الجنوبي ويسمون «سترايت» تدل آثار الابورجينز على أنهم استوطنوا القارة بمجموعاتهم المختلفة منذ حوالي خمسين ألف سنة !! ولهم حضارتهم المميزة وأكثر ما اشتهروا به الرسم الرمزي الذي يروي قصة أجدادهم ومعتقداتهم عن كيفية بدء الكون.
وقد أجمع علماء التاريخ على أن رسوماتهم الموجودة في كهوف وتلال جنوب استراليا تعد الأقدم حتى من تلك الموجودة في الكهوف الأوروبية بستة عشر ألف سنة ولا توجد حضارة في العالم تشبه إرثهم لأنهم ظلوا معزولين تماما ولم يدخلوا فيما عرف بتمازج الحضارات.
يعتقد علماء الأجناس أنهم أتوا بشكل ما تحملهم طوافات خشبية عبر جزر الأرخبيل الاسترالي من جنوب شبه القارة الهندية عبر مراحل وتاريخ موغل في القدم ووصلوا إلى جنوب أستراليا الحالي والذي يعتبر موطنهم الجغرافي الأصلي.
قدر الأوروبيون عند اكتشاف استراليا عددهم بنحو خمسة وثلاثين ألف نسمة مقسمين على مائة وست وعشرين مجموعة قبلية يسمون «الأدناموتنا» ومعناها سكان التلال والصخور مقسمين إلى نحو خمس مجموعات أثنيه تجمع بينها قواسم مشتركة ولكن المصطلح يدل عليهم جميعا.
هم وثنيون في معتقداتهم ومن الأفكار الخاطئة عند «الابورجنيز» الاعتقاد بأن نسلهم ينحدر من مخلوقات أتت من عوالم أخرى .. كما يعتقدون بوجود الكائن الحي أساسا في أحلام تلك المخلوقات ومن ثم أوجدت هي أشكال الكائنات الحالية ومنها الإنسان والحيوان !!.
تمادى الإنسان الأوروبي الأبيض وأمعن فيهم تقتيلا في حملات منتظمة مما دفعهم للعيش في معسكرات نائية في تلال أواسط الصحراء الاسترالية .. ومؤخرا دخلت المدنية الإجبارية إلى حياتهم واعتنقت أجيالهم الجديدة النصرانية يعتبر الشكل الروائي القاص لتاريخ حياتهم الأقدم على سطح البسيطة الحالي حيث أوجد «الأبورجنيز» تحفا قصصية تكاد تنبض بالحياة تعرف حديثا بوقت الأحلام وهي تحكي عن كائنات يعتقدون أنها اسطورية ينتمون إليها.
الأسرة عند الابورجنيز
الأبوريجنال كمجموعات بدائية عاشت في شكل قبلي وتكونت كل مجموعة من 1530 فردا ترجع قلتهم في انهم يتوالدون في شهور معينة من السنة حسب معتقداتهم ويعيشون على الصيد وجمع الثمار اتخذوا من الكهوف المطلة على خلجان شمال استراليا الحالية مساكن لهم .. واكتشفت آثار ترجع إلى 38 ألف عام قبل الميلاد قرب نهر «سوان» حول منطقة سيدني قام الأوروبيون بالتخلص منهم وإبادتهم في حملات منظمة ولم يكلف الرجل الأبيض نفسه كثيرا أن يتفهم احتياجاتهم أو يتعايش معهم .. ولربما أن القارة كانت منفى لمجرمي الإمبراطورية البريطانية العظمى في ذلك الوقت حيث وصل إليها أربعون ألف مجرم منفي خلال الثماني سنوات الأولى لاستيطان أستراليا ...
يتحكم زعيم قبيلة «الأنكاندوو» في الموارد الاقتصادية لكل مجموعة ويتمتع بمكانة خاصة وله كامل الولاء والطاعة تتزاوج هذه القبائل في شكل عشوائي جدا فليس هناك ما يعرف عن شكل معين للأسرة ونجد أن دور المرأة هامشي جدا فالرجل يصنع الدروع والحراب ويذهب للصيد ثم يطهو الطعام للأبورجنيز آلة صيد مشهورة تسمى «البوميرانج» وهي قطعة خشب محدبة صلبة مطلية اللحاء تطلق في خط مستقيم فتتجاوز الفريسة ثم ترتد إليها وتكون قاتلة عند إصابة الرقبة وعادة ما تستخدم مع صيد البر.
للمرأة «يولونجي» كما أسلفنا دور ثانوي في الحياة فهي تعنى بأطفالها وتربي بعض الدواجن و تسعى لصيد الأسماك مع الرجل وجمع صدف البحر والثمار والخضراوات .تتحدث تلك القبائل 250 لغة مختلفة أشهرها «الوارلبيري» و«البيتجانجاترا» ويعزى ذلك لقلتهم وتناثر مجموعاتهم دونما رابط قوي على طول الساحل الاسترالي الملاحظ أن «الأبورجنيز» خلقوا نظاما اقتصاديا مبنيا على المقايضة مع المجموعات القريبة المماثلة لها حيث يتم تبادل الصيد والثمار وآلات الصيد الحجرية وآلات الموسيقى المصنوعة من أعواد وجذوع الأشجار المدارية.
حياة الابورجنيز!
يستمد سكان استراليا القدامى معرفتهم ومعتقدهم مباشرة من الأرض والطبيعة مما جعل علماء التاريخ يجزمون بأن نظام المعتقدات الذي يربط البشر بأسرار الأرض وحاجة المجتمع المادية والمعنوية الموجود لدى الأبورجنيز يعد النظام الأقدم على سطح البسيطة يستخدم الابورجنيز مصطلح وقت الأحلام الذي يعتبرالأهم لديهم حيث يتحدثون عن خرافات واساطير فيما يتعلق بنشأة الانسان .كما يعتقدون أن الجبال وهي تسمى اليورو تكمن خلفها أرض الأجداد حيث يتزاوجون ويوزعون الرزق «آخر استراليا».
يؤمن الأبورجنيز أن الكائنات الحية الحالية قد انفصلت عن مصدر حياتها وان بدايتها جميعا كانت على شكل سمكة أو حيوان كنجارو «حيوان ثديي ذو جيب يضع فيه صغيره تشتهر به استراليا دون سواها» ويسمون مرحلة الانفصال هذه بالتوتمز.
نهر موراي
من العقائد المنحرفة عند الأبروجنيز الاعتقاد بأن من فم شيء يقدرونه اسمه «الأنجروندري» ينحدر نهر «موراي» المحبب لديهم والذي يشق القارة الاسترالية بالكامل ويقولون ان بنفحاته تكونت البحيرات الموجودة في استراليا! ويحكون عنه قصصا تكاد تكون اقرب إلى الأساطير اليونانية وأقرب إلى ملحمة الأوديسا بالتحديد ويعتقدون أن منحدرات النهر أتت من هز ذيله.
طقوس
للأبورجنيز طقوس مختلفةعند صيد البحر وأكله .. فهم لا يستخدمون شراكا حديدية بل حربة مدببة تدعى«البوسيني» .. ويقف الفرد منهم يحدق في الماء وعندما يرى الصيد يتمتم فيما معناه استئذان من «أنجروندري» ويطيح بالحربة في شكل مائل فإن أصاب الصيد جثا على ركبتيه ثم أخذه بين أحضانه لمكان الطهو حيث لا تؤكل إلا مع خبز النباتات «نجاثيو» !!.. ولاعتقادات خاطئة لا يأكل الابورجنيز طير البحر الذي يعتبرونه عاصيا وفاسدا وذا روح شريرة!
الإرث الفني
يشتهر الابوريجنال بأنهم مهرة في التعبير عن حياتهم ومعتقداتهم عن طريق الرسم الرمزي بمعنى أنه لا توجد مجسدات مرسومة بالكامل تظهر أيا من أشكال الحياة الاجتماعية والاقتصادية مقارنة مع الفن عند الحضارات القديمة. وجد الباحثون لوحات رمزية غاية في القدم والبدائية منحوتة في الكهوف الرملية القريبة من السواحل وأماكن المياه الموسمية وأودية الأنهار كما برع هؤلاء القوم في صناعة الدروع والسلال وكلاهما مرتبط بشكل الحياة التي يعيشونها فالحياة البرية ومخاطرها بررت وجود الدروع المنسوجة بدقة وقوة كما أن شكل الحياة الاقتصادية القائمة على المقايضة جعل من التلال قمة في التميز ترمز الدائرة المغلقة مثلا إلى إما معسكر قبلي أو مياه أو نار .. ونجد أن في واحدة من أهم احتفالاتهم «عيد الألوان» والمرتبط بموسم التزاوج في الربيع ترمز الدائرة لقوة الآلهة ومباركتها.
الشكل الاحتفالي للأبوريجنيز يكاد يكون سريا فالأفراح والأتراح تؤدى في أماكن مغلقة وقد تكون داخل كهف أو ما شابه .. ويعرف عنهم استعمال آلة ال«الديدجريدو» الموسيقية المقدسة المصنوعة من قطعة واحدة من الخشب والتي يعدها البعض الرمز الوطني لاستراليا .. هذه الآلة الطويلة ممنوع استعمالها للعزف عند النساء حيث يعتقد أن الواحدة قد تحمل طفلا لو نفخت في الآلة العازف الأبورجنيز يعين منذ نعومة أظافره ويتولى تدريبه ساحر القبيلة «الأوندانجو» ويطلقون اللحن في حالة الفرح «ييداكي» وعند المآتم يسمى «ييداكيمي» عرفت ألحانهم الحزينة بالتفرد حيث تسمى « البيلما Bilma » وهي في غالبها تقليد لأصوات بعض الحيوانات وأصوات بعض مكونات الطبيعة فيما يعتقدون أنه آلهة.
صوت المدنية
أقدمت الحكومة الاسترالية في الحقبة الأخيرة على تنظيم حياة الابورجنيز بإدخال عدة برامج تعليمية مزدوجة اللغات لعدم وجود دراسات تطبيقية للغات الأبورجنيز غير ان الحكومة ايضا عملت على إدخال الديانة النصرانية في معتقدهم وذلك ببناء الكنائس في أماكن تجمعاتهم وتحاول جاهدة أن تضفي عليها من المدنية الحديثة وبعض المغريات على مثل إبراز فنانيهم ورسومهم وتراثهم وإقامة منظمات لحمايتهم والدفاع عنهم لكن .. إلى الآن استعصت هذه القبائل البدائية على مدنية الرجل الأبيض وبريقها.. حيث فضلوا الخروج من كهوفهم ومساكنهم البدائية بعد جهد إلى قرى نموذجية معدة لهم ولكنها بعيدة جدا عن عمران المدن حول سهول وسط أستراليا وبقيت سمة هامة أنهم وإن كانوا إحدى أقدم الحضارات الموغلة في البدائية الموجودة بصفة حية بيننا الآن إلا أن دورهم الحالي هو إسعاد السياح وجذب الباحثين وهواة التأمل في خلق الله وملكوته.
وقد أجمع علماء التاريخ على أن رسوماتهم الموجودة في كهوف وتلال جنوب استراليا تعد الأقدم حتى من تلك الموجودة في الكهوف الأوروبية بستة عشر ألف سنة ولا توجد حضارة في العالم تشبه إرثهم لأنهم ظلوا معزولين تماما ولم يدخلوا فيما عرف بتمازج الحضارات.
يعتقد علماء الأجناس أنهم أتوا بشكل ما تحملهم طوافات خشبية عبر جزر الأرخبيل الاسترالي من جنوب شبه القارة الهندية عبر مراحل وتاريخ موغل في القدم ووصلوا إلى جنوب أستراليا الحالي والذي يعتبر موطنهم الجغرافي الأصلي.
قدر الأوروبيون عند اكتشاف استراليا عددهم بنحو خمسة وثلاثين ألف نسمة مقسمين على مائة وست وعشرين مجموعة قبلية يسمون «الأدناموتنا» ومعناها سكان التلال والصخور مقسمين إلى نحو خمس مجموعات أثنيه تجمع بينها قواسم مشتركة ولكن المصطلح يدل عليهم جميعا.
هم وثنيون في معتقداتهم ومن الأفكار الخاطئة عند «الابورجنيز» الاعتقاد بأن نسلهم ينحدر من مخلوقات أتت من عوالم أخرى .. كما يعتقدون بوجود الكائن الحي أساسا في أحلام تلك المخلوقات ومن ثم أوجدت هي أشكال الكائنات الحالية ومنها الإنسان والحيوان !!.
تمادى الإنسان الأوروبي الأبيض وأمعن فيهم تقتيلا في حملات منتظمة مما دفعهم للعيش في معسكرات نائية في تلال أواسط الصحراء الاسترالية .. ومؤخرا دخلت المدنية الإجبارية إلى حياتهم واعتنقت أجيالهم الجديدة النصرانية يعتبر الشكل الروائي القاص لتاريخ حياتهم الأقدم على سطح البسيطة الحالي حيث أوجد «الأبورجنيز» تحفا قصصية تكاد تنبض بالحياة تعرف حديثا بوقت الأحلام وهي تحكي عن كائنات يعتقدون أنها اسطورية ينتمون إليها.
الأسرة عند الابورجنيز
الأبوريجنال كمجموعات بدائية عاشت في شكل قبلي وتكونت كل مجموعة من 1530 فردا ترجع قلتهم في انهم يتوالدون في شهور معينة من السنة حسب معتقداتهم ويعيشون على الصيد وجمع الثمار اتخذوا من الكهوف المطلة على خلجان شمال استراليا الحالية مساكن لهم .. واكتشفت آثار ترجع إلى 38 ألف عام قبل الميلاد قرب نهر «سوان» حول منطقة سيدني قام الأوروبيون بالتخلص منهم وإبادتهم في حملات منظمة ولم يكلف الرجل الأبيض نفسه كثيرا أن يتفهم احتياجاتهم أو يتعايش معهم .. ولربما أن القارة كانت منفى لمجرمي الإمبراطورية البريطانية العظمى في ذلك الوقت حيث وصل إليها أربعون ألف مجرم منفي خلال الثماني سنوات الأولى لاستيطان أستراليا ...
يتحكم زعيم قبيلة «الأنكاندوو» في الموارد الاقتصادية لكل مجموعة ويتمتع بمكانة خاصة وله كامل الولاء والطاعة تتزاوج هذه القبائل في شكل عشوائي جدا فليس هناك ما يعرف عن شكل معين للأسرة ونجد أن دور المرأة هامشي جدا فالرجل يصنع الدروع والحراب ويذهب للصيد ثم يطهو الطعام للأبورجنيز آلة صيد مشهورة تسمى «البوميرانج» وهي قطعة خشب محدبة صلبة مطلية اللحاء تطلق في خط مستقيم فتتجاوز الفريسة ثم ترتد إليها وتكون قاتلة عند إصابة الرقبة وعادة ما تستخدم مع صيد البر.
للمرأة «يولونجي» كما أسلفنا دور ثانوي في الحياة فهي تعنى بأطفالها وتربي بعض الدواجن و تسعى لصيد الأسماك مع الرجل وجمع صدف البحر والثمار والخضراوات .تتحدث تلك القبائل 250 لغة مختلفة أشهرها «الوارلبيري» و«البيتجانجاترا» ويعزى ذلك لقلتهم وتناثر مجموعاتهم دونما رابط قوي على طول الساحل الاسترالي الملاحظ أن «الأبورجنيز» خلقوا نظاما اقتصاديا مبنيا على المقايضة مع المجموعات القريبة المماثلة لها حيث يتم تبادل الصيد والثمار وآلات الصيد الحجرية وآلات الموسيقى المصنوعة من أعواد وجذوع الأشجار المدارية.
حياة الابورجنيز!
يستمد سكان استراليا القدامى معرفتهم ومعتقدهم مباشرة من الأرض والطبيعة مما جعل علماء التاريخ يجزمون بأن نظام المعتقدات الذي يربط البشر بأسرار الأرض وحاجة المجتمع المادية والمعنوية الموجود لدى الأبورجنيز يعد النظام الأقدم على سطح البسيطة يستخدم الابورجنيز مصطلح وقت الأحلام الذي يعتبرالأهم لديهم حيث يتحدثون عن خرافات واساطير فيما يتعلق بنشأة الانسان .كما يعتقدون أن الجبال وهي تسمى اليورو تكمن خلفها أرض الأجداد حيث يتزاوجون ويوزعون الرزق «آخر استراليا».
يؤمن الأبورجنيز أن الكائنات الحية الحالية قد انفصلت عن مصدر حياتها وان بدايتها جميعا كانت على شكل سمكة أو حيوان كنجارو «حيوان ثديي ذو جيب يضع فيه صغيره تشتهر به استراليا دون سواها» ويسمون مرحلة الانفصال هذه بالتوتمز.
نهر موراي
من العقائد المنحرفة عند الأبروجنيز الاعتقاد بأن من فم شيء يقدرونه اسمه «الأنجروندري» ينحدر نهر «موراي» المحبب لديهم والذي يشق القارة الاسترالية بالكامل ويقولون ان بنفحاته تكونت البحيرات الموجودة في استراليا! ويحكون عنه قصصا تكاد تكون اقرب إلى الأساطير اليونانية وأقرب إلى ملحمة الأوديسا بالتحديد ويعتقدون أن منحدرات النهر أتت من هز ذيله.
طقوس
للأبورجنيز طقوس مختلفةعند صيد البحر وأكله .. فهم لا يستخدمون شراكا حديدية بل حربة مدببة تدعى«البوسيني» .. ويقف الفرد منهم يحدق في الماء وعندما يرى الصيد يتمتم فيما معناه استئذان من «أنجروندري» ويطيح بالحربة في شكل مائل فإن أصاب الصيد جثا على ركبتيه ثم أخذه بين أحضانه لمكان الطهو حيث لا تؤكل إلا مع خبز النباتات «نجاثيو» !!.. ولاعتقادات خاطئة لا يأكل الابورجنيز طير البحر الذي يعتبرونه عاصيا وفاسدا وذا روح شريرة!
الإرث الفني
يشتهر الابوريجنال بأنهم مهرة في التعبير عن حياتهم ومعتقداتهم عن طريق الرسم الرمزي بمعنى أنه لا توجد مجسدات مرسومة بالكامل تظهر أيا من أشكال الحياة الاجتماعية والاقتصادية مقارنة مع الفن عند الحضارات القديمة. وجد الباحثون لوحات رمزية غاية في القدم والبدائية منحوتة في الكهوف الرملية القريبة من السواحل وأماكن المياه الموسمية وأودية الأنهار كما برع هؤلاء القوم في صناعة الدروع والسلال وكلاهما مرتبط بشكل الحياة التي يعيشونها فالحياة البرية ومخاطرها بررت وجود الدروع المنسوجة بدقة وقوة كما أن شكل الحياة الاقتصادية القائمة على المقايضة جعل من التلال قمة في التميز ترمز الدائرة المغلقة مثلا إلى إما معسكر قبلي أو مياه أو نار .. ونجد أن في واحدة من أهم احتفالاتهم «عيد الألوان» والمرتبط بموسم التزاوج في الربيع ترمز الدائرة لقوة الآلهة ومباركتها.
الشكل الاحتفالي للأبوريجنيز يكاد يكون سريا فالأفراح والأتراح تؤدى في أماكن مغلقة وقد تكون داخل كهف أو ما شابه .. ويعرف عنهم استعمال آلة ال«الديدجريدو» الموسيقية المقدسة المصنوعة من قطعة واحدة من الخشب والتي يعدها البعض الرمز الوطني لاستراليا .. هذه الآلة الطويلة ممنوع استعمالها للعزف عند النساء حيث يعتقد أن الواحدة قد تحمل طفلا لو نفخت في الآلة العازف الأبورجنيز يعين منذ نعومة أظافره ويتولى تدريبه ساحر القبيلة «الأوندانجو» ويطلقون اللحن في حالة الفرح «ييداكي» وعند المآتم يسمى «ييداكيمي» عرفت ألحانهم الحزينة بالتفرد حيث تسمى « البيلما Bilma » وهي في غالبها تقليد لأصوات بعض الحيوانات وأصوات بعض مكونات الطبيعة فيما يعتقدون أنه آلهة.
صوت المدنية
أقدمت الحكومة الاسترالية في الحقبة الأخيرة على تنظيم حياة الابورجنيز بإدخال عدة برامج تعليمية مزدوجة اللغات لعدم وجود دراسات تطبيقية للغات الأبورجنيز غير ان الحكومة ايضا عملت على إدخال الديانة النصرانية في معتقدهم وذلك ببناء الكنائس في أماكن تجمعاتهم وتحاول جاهدة أن تضفي عليها من المدنية الحديثة وبعض المغريات على مثل إبراز فنانيهم ورسومهم وتراثهم وإقامة منظمات لحمايتهم والدفاع عنهم لكن .. إلى الآن استعصت هذه القبائل البدائية على مدنية الرجل الأبيض وبريقها.. حيث فضلوا الخروج من كهوفهم ومساكنهم البدائية بعد جهد إلى قرى نموذجية معدة لهم ولكنها بعيدة جدا عن عمران المدن حول سهول وسط أستراليا وبقيت سمة هامة أنهم وإن كانوا إحدى أقدم الحضارات الموغلة في البدائية الموجودة بصفة حية بيننا الآن إلا أن دورهم الحالي هو إسعاد السياح وجذب الباحثين وهواة التأمل في خلق الله وملكوته.